دارفور: نداء عاجل لحماية الأرواح المحاصرة
الطويلة، السودان – 06 أكتوبر 2025: في دارفور بالسودان، لا يزال المدنيون عالقين في بؤرة إحدى أخطر أزمات الحماية في عصرنا. يحذّر نيك بيات، المدير الإقليمي في منظمة "نيكولاس نيكولاس": "نشهد يوميًا فظائع تتطلب تحركًا عالميًا فوريًا". ويضيف: "المدنيون عالقون في كابوس، مُجبرين على الاختيار بين المخاطرة بحياتهم من أجل فرصة غير مؤكدة للحصول على حفنة من الطعام، أو الانتظار في رعب بينما يقترب الجوع والمرض والعنف. هذا اعتداء متعمد على الإنسانية، وكل ساعة من التقاعس تُزهق أرواحًا".
لأكثر من عامين، شهدت دارفور انتهاكات وحرمانًا مستمرين. فُرض الجوع، ومزق النزوح القسري الجماعي المجتمعات، وأثر العنف على الحياة اليومية. ولا تزال الممرات الإنسانية غير متاحة. ويجد مئات الآلاف - معظمهم من النساء والأطفال وذوي الإعاقة - أنفسهم عاجزين عن الفرار. ويزيد التهديد المتزايد بالهجمات الجوية من خطر تعرض المدنيين لخطر أكبر. وقد أودت الحوادث الأخيرة بحياة الكثيرين في الأسواق ودور العبادة ومخيمات النزوح الداخلي للمدنيين.
مع تصاعد الهجمات في الفاشر ومحيطها، تحاول العائلات الفرار ليلًا نهارًا، إلا أنها تواجه عقباتٍ خطيرة وتهديداتٍ مُستمرة بالاختطاف والعنف الجنسي. قُتل أو جُرح العاملون في المجال الإنساني والطواقم الطبية أثناء محاولتهم أداء واجباتهم في إنقاذ الأرواح. وقد سمح انهيار الأنظمة الصحية بتفشي الكوليرا والملاريا والتيفوئيد دون رادع. وتعيش بعض المجتمعات الآن على علف الماشية، وتستمر الوفيات الناجمة عن التسمم الغذائي والأمراض التي يمكن الوقاية منها في الارتفاع.
تؤكد بيات أن "ما تتحمله هذه المجتمعات ليس حتميًا، بل هو نتيجة خيارات تتخذها وتستمر بها يوميًا أطراف هذا الصراع، ومجتمع دولي غضّ الطرف عنه إلى حد كبير".
تدعو منظمة "NP" الدولَ بإلحاح إلى بذل جهود متجددة لإنهاء الحصار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام كل النفوذ الدبلوماسي المتاح لحماية المدنيين. القيادة الحاسمة والتضامن العالمي مطلوبان الآن - وليس غدًا - لوقف العنف، وحماية المدنيين، والاستثمار في سبل الخروج من الحرب.
يجب أن يتوقف هذا الإهمال، كما أضافت بيات. "على الدول أن تُجدد جهودها للتفاوض مع أطراف النزاع على ممر آمن للمدنيين، وأن تستخدم كل ما لديها من نفوذ لتحقيق هذا الهدف. المدنيون بحاجة إلى خيارات الآن. لقد فات الأوان للكثيرين، لكن لا تزال هناك حاجة إلى عمل متسق."
حول قوة السلام اللاعنفية:
قوة السلام اللاعنفية (NP) هي وكالة حماية دولية. مهمتنا هي حماية المدنيين في النزاعات العنيفة من خلال استراتيجيات غير مسلحة، وبناء السلام جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المحلية، والدعوة إلى اعتماد هذه الأساليب على نطاق أوسع لحماية الأرواح والكرامة الإنسانية. يهدف برنامج واجب الرعاية في NP إلى الحد من المخاطر الجسدية التي يواجهها المتطوعون، مع دعم المرونة النفسية لشبكات المتطوعين والمجتمعات التي يخدمونها.
للاستفسارات الإعلامية، يرجى الاتصال بمحمود شبيب، المستشار الإعلامي العالمي لـNP، على [email protected].
