الرعاية الطبية والتمثيل القانوني للمواطنين السوريين في العراق
المناصرة والتنسيق والعلاقات لتعزيز الحماية

في نيسان/أبريل 2023، اعتقلت شرطة الحدود مجموعة من 16 مواطناً سورياً أثناء محاولتهم دخول العراق بحثاً عن حياة أفضل. وأثناء العبور، أصيب أحد الأشخاص بجروح بالغة في تبادل إطلاق النار بين شرطة الحدود والمهربين. واحتجزت المجموعة لمدة يومين قبل نقلها إلى مركز شرطة البعاج، حيث أصبحت الحالة الصحية للرجل المصاب حرجة. ثم نُقل إلى مستشفى البعاج، حيث أُدخل إلى المستشفى مصابًا بطلق ناري.
ولكن للأسف الشديد لم يكن مستشفى البعاج مجهزاً بشكل كامل لعلاج الحالات الطبية الحرجة التي كان يعاني منها المريض، فتم نقل المصاب إلى مستشفى آخر في الموصل، ولكن تم إخراجه بعد ثماني ساعات وعاد إلى مستشفى البعاج.
وبعد أن علمت منظمة NP بحالة المريض من أحد أفراد المجتمع، زارت المستشفى للتواصل مع المريض والأطباء لفهم الوضع وتحديد الخطوات التالية بشكل مشترك. ثم اتصلت منظمة NP بالمنظمات الشريكة في المنطقة لتسهيل إجلائه في حالات الطوارئ إلى مستشفى في الموصل وتقديم المزيد من الدعم نظرًا لحالته الصحية. ولأنه كان تحت حراسة الشرطة، فقد طُلب من منظمة ثالثة مراقبة حالته أثناء احتجازه.
كما التقت منظمة ن. ب. مع سلطات البعاج للاستفسار عن أعمال العنف التي تسببت في الإصابات، وطالبت بتوفير التمثيل القانوني للرجل والسوريين الخمسة عشر الآخرين الذين تم اعتقالهم، حيث سيتم تقديمهم جميعًا أمام القاضي في الأيام التالية.
وقال أحد الجهات الأمنية العاملة على القضية: "لم أطلب المساعدة من أحد بسبب منصبي، ولكنني أطلب الآن مساعدة NP في قضية هذا الشخص لأنها قضية إنسانية، وأود منكم الترويج لهذه القضية لدى منظمات أخرى لإيجاد حل".

نجحت منظمة NP في التنسيق مع جهات مختلفة، وتمت إحالة المريض بنجاح وتلقي العلاج في الموصل. كما تلقى المساعدة القانونية التي دافعت عنها منظمة NP. وبمجرد عودته إلى البعاج، أخذت الشرطة الرجل المصاب وشقيقه الصغير إلى السجن. والتقت منظمة NP بمدير المستشفى في البعاج للتأكد من أن الأطباء سيفحصون المريض في السجن وناصرت بنجاح مع شريك لتوفير كرسي متحرك دائم للرجل المصاب، والذي تم تسليمه على الفور في غضون يومين.
توضح هذه الحالة أهمية بناء العلاقات، والدعوة إلى تلبية احتياجات السكان المعرضين للخطر في المناطق المتضررة من الصراع، والحاجة إلى التعاون بين المنظمات لتحقيق نتائج إيجابية. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها المنظمة في التنسيق مع مختلف الجهات الفاعلة، فقد تمكنت المنظمة من ضمان حصول رجل مصاب على الرعاية الطبية التي يحتاج إليها ومعاملته بكرامة.