من الناجيات إلى القادة: فرق السلام النسائية في نينوى، العراق
كجزء من 16 يومًا من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعيفي هذا التقرير، نسلط الضوء على مبادرة مهمة يقودها محليون من خلال عمل فرق السلام النسائية في نينوى، والتي تعد شريكة مجتمعية لـ NP في مقاطعة دورات العنف. لعبت هذه الفرق دورًا محوريًا ليس فقط في منع العنف ضد النساء والفتيات، ولكن أيضًا في تعزيز مشاركة المرأة في عمليات السلام والأمن، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وبناء القدرة على الصمود في المجتمعات التي طالما تم تهميشها.
القيارة: التصدي للابتزاز الرقمي وتعزيز السلامة
في القيارة، اجتمعت النساء لإظهار القيادة الفعّالة وإيجاد حلول محلية لمشاكل الحماية، وخاصة فيما يتعلق بالنساء والفتيات. وقد قادت العديد من فرق السلام النسائية مبادرات لمعالجة أشكال العنف الناشئة، بما في ذلك العنف الرقمي.
وقد أدى ارتفاع حالات الابتزاز الرقمي التي تستهدف طالبات المدارس الثانوية إلى تدخل فوري من جانب فرق مكافحة الجريمة الإلكترونية. وقد قاموا بإعداد كتيبات توعية حول السلامة على الإنترنت ونظموا منتديات الأمن المجتمعي لتسهيل مشاركة النساء مع السلطات المحلية، والمطالبة باتخاذ خطوات فعالة لردع الجناة. وإدراكًا للتحديات المحلية في التعامل مع هذه الحالات، وقد دعت منظمات حقوق الإنسان إلى التعامل مع القضايا الحساسة بسرية. وقد نجحت هذه الدعوة، وتبنتها جهات أمنية تابعة للدولة، مما أدى إلى زيادة حماية الناجين.
ونتيجة لذلك، كانت هناك زيادة ملحوظة في الإبلاغ عن حالات العنف والابتزاز الإلكتروني، مما يشير إلى زيادة ثقة المجتمع في السلطات. وأشار أحد الضباط إلى أنه "بعد نشر ثقافة الإبلاغ، زادت بلاغات العنف والابتزاز الإلكتروني"، مما يعكس التحول نحو قدر أكبر من المساءلة والسلامة.
ومن خلال تعزيز ثقافة التعبير عن الرأي، عملت فرق العمل النسائية على تمكين النساء من الدفاع عن حقوقهن والمساهمة في خلق بيئة أكثر أمانًا. ولم يكتف العمل في القيارة بمعالجة المخاوف المباشرة، بل بنى أيضًا الأساس للتغيير المستدام.
زمار: تمكين المرأة في طيبة الرياح
وبناءً على النجاحات التي تحققت في القيارة، وسعت فرق العمل النسائية في تلعفر وزمار عملها لمعالجة القضايا الاجتماعية الأوسع وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود. على سبيل المثال، سهّل أعضاء فريق العمل النسائية اجتماعًا مع رئيس بلدية زمار، حيث أثارت نساء من قرية طيبة الرياح مخاوف بشأن زواج الأطفال وتحديات الصرف الصحي.
ولأول مرة، شاركت النساء بشكل مباشر مع مسؤولي الحكومة المحلية، مما دفعهم إلى اتخاذ إجراءات مثل توفير صناديق النفايات لتلبية احتياجات الصرف الصحي. وقد شكل هذا نقطة تحول، وألهم النساء لمواصلة الدفاع عن مجتمعاتهن.
لقد ألهم هذا النجاح نساء أخريات في المنطقة للانضمام إلى فرق الحماية النسائية والدفاع عن حقوقهن. ونتيجة لذلك، لم تكتسب النساء في تلعفر الثقة فحسب، بل أصبحن قائدات في مجتمعاتهن. ويوضح التحول من التهميش إلى التحول إلى عوامل تغيير نشطة قوة مبادرات الحماية الشاملة والمحلية.
بعاج: نساء يتحدين الأعراف التقليدية لتحويل فرص الحصول على التعليم
لقد قطعت لجان المرأة العاملة في البعاج خطوات كبيرة في كسر الحواجز الثقافية وتحويل دور المرأة في المجتمع. وكان إنشاء لجنة الأمهات في المدرسة الابتدائية المحلية للبنات من بين المبادرات الأكثر تأثيرًا. وقد مثلت هذه الخطوة تحولًا كبيرًا، حيث منعت الأعراف الثقافية في البعاج لفترة طويلة النساء من الانخراط في المؤسسات التعليمية أو المشاركة بشكل مباشر في تعليم أطفالهن.
ومن خلال جهودها في الدعوة، نجحت فرق الأمهات في تيسير عقد لقاء بين الأمهات ومديرة المدرسة والمعلمات، مما أدى إلى خلق مساحة آمنة للحوار. وقد أدى هذا التعاون إلى تشكيل لجنة الأمهات كجزء من جمعية الآباء والمعلمين. الآن، تجتمع مجموعة من 10 أمهات بانتظام مع موظفي المدرسة لمعالجة التحديات ومراقبة التقدم في تعليم أبنائهم.
وفي مجتمع يمكن أن تقتصر التحديات التي تواجه المرأة فيه على الانتقال من حي إلى آخر، فإن مثل هذه الخطوة تعتبر نجاحًا كبيرًا لهؤلاء النساء، حيث أظهرن قدراتهن القيادية، ومحاربة الإقصاء.
تمثل هذه المبادرة أكثر من مجرد نجاح لوجستي؛ فهي اختراق ثقافي. في مجتمع حيث قد يشكل التنقل بين الأحياء تحديًا للنساء، أظهرت هؤلاء الأمهات زعامة رائعة. فمن خلال تولي الأدوار العامة، لم يعملن على تحسين الوصول إلى التعليم فحسب، بل عملن أيضًا على تغيير تصورات إمكانات النساء في دفع التغيير الإيجابي - حتى في المناطق التي تهيمن عليها الأعراف الأبوية تقليديًا. إن نجاحهن هو مثال قوي على كيفية قيادة WPTs لمجتمعاتها نحو قدر أكبر من الشمول والتماسك الاجتماعي.
حردان، سنجار: الدعوة إلى توفير الخدمات الأساسية وكسر الحواجز الثقافية
وفي قرية حردان، وهي قرية يزيدية نائية في سنجار، تواجه فرق العمل النسائية مجموعة مختلفة من التحديات ــ الدعوة إلى توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء وإصلاح الطرق. وكانت المعايير الثقافية التي تقيد دخول النساء إلى الأماكن العامة سبباً في جعل هذا العمل صعباً بشكل خاص، ولكن فرق العمل النسائية أظهرت تصميماً لا يصدق.
وعلى الرغم من ذلك، سافرت النساء إلى دهوك للقاء رئيس بلدية سنجار وعرض احتياجات مجتمعهن. وقد أتت إصرارهم بثماره: فقد تمكنت إدارة المياه من تحديد بئر جاف وعملت مع إحدى المنظمات على استعادة إمكانية الوصول إلى المياه، في حين التزمت إدارة التنمية الريفية بتعبيد الطرق في القرية.
كان لهذا النجاح تأثيرًا مضاعفًا، حيث ألهم نساء أخريات في المجتمع لرفع أصواتهن. يمثل هذا الدعم تحولًا عميقًا للعديد من النساء الإيزيديات، اللاتي يشكلن جزءًا من مجتمع نجا من دورات أجيال من الصراع العنيف ولا يزال يتمتع بالمرونة والإرادة القوية لقيادة التغيير الإيجابي. وكما قالت إحدى عضوات WPT،
"كنا من الناجين، والآن أصبحنا قادة. اعتدنا على الشكوى، أما الآن فنطالب ونحقق ما نريد".
لقد أظهرت فرق العمل النسائية في هاردان أنه حتى في مواجهة الحواجز الثقافية العميقة، يمكن للمرأة أن تكون حافزًا للتغيير وتحسين الظروف المعيشية مع بناء الأساس للمرونة الدائمة.
التأثير الأوسع: من الحماية إلى القيادة
من معالجة السلامة الرقمية في القيارة الى القضايا الاجتماعية ومرونة المجتمع في زمار من كسر الحواجز التعليمية في البعاج إلى تأمين الخدمات الأساسية في حردان، تعمل فرق السلام النسائية في جميع أنحاء نينوى على إعادة تعريف أدوار المرأة في عمليات صنع القرار.
إن تأثير فرق مكافحة العنف ضد المرأة في نينوى يتجاوز بكثير معالجة القضايا الفورية مثل حالات العنف ضد النساء والفتيات أو سلامة المجتمع. وأصبحت هؤلاء النساء جهات فاعلة رئيسية في تشكيل مستقبل مجتمعاتهن.
في مختلف أنحاء نينوى، تعمل فرق العمل النسائية على ضمان سماع أصوات النساء واحترامها والعمل على تنفيذها. ويشكل عملهم شهادة على قوة القيادة الشعبية في تعزيز السلام والاستقرار والتماسك الاجتماعي. وبينما تواصل هؤلاء النساء الدفاع عن مجتمعاتهن، فإنهن لا يحلن المشاكل فحسب، بل يعملن على تحويل مجتمعاتهن من الأساس إلى الأعلى.